انتحار تلاميذ مغاربة .. فواجعُ أمام غياب توجيه نفسي واجتماعي

انتحار تلاميذ مغاربة .. فواجعُ أمام غياب توجيه نفسي واجتماعي



ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

هسبريس - ماجدة أيت لكتاوي

الأربعاء 18 مارس 2015 - 12:00

تزايدت حدَّة حالات انتِحار تلاميذَ في عمر الزهور، تعدَّت الحوادثَ الفردية إلى ما يشبه الظاهرة، في ظل عدم توفر وزارة التربية الوطنية على أرقام وطنية مُدققة لحالات انتحار التلاميذ، سواء داخل المؤسسات التعليمية وبين أولئك الذين فارقوا الحياة أو حاولوا الانتحار خارج أسوار الفصول الدراسية، وفق مصادر خاصة بهسبريس.

فمِن تلميذة ترمي نفسها من أعلى صخرة بطنجة، إلى أخرى تختار مؤسستها التعليمية مكانا لمحاولة انتحار باءت بالفشل إلى ثالثة وضَعت حدا لحياتها بالقنيطرة بعد حصولها على "نقطة مُتدنِّية" بامتحانات دراسيّة. تعدَّدت الطرق وقرار إنهاء الحياة واحد بالرغم من كونه لا يأتي على حين غرة.

الباحث في علم الاجتماع رشيد الجرموني، أوضح أن السلوك الإنساني لا يتشكل بين عشية وضحاها، وأن الانتحار ليس سلوكا عابرا وعرضيا، ولكنه مرتبط بتغير رؤية الشخص لذاته وللآخرين نتيجة إحباطات وضغوط، موضحا أن السلوك يتشكل عبر مسارات تَختَمرُ وتظهر عند حادث معين يُفيض الكأس الذي كان مملوءا من الأساس.

تلاميذ بائسون

ذات الرأي تؤكده أمينة أيت الخطاب، إطار إداري بثانوية ابن الخطيب بمدينة سلا والتي شَهدَت مؤخرا حادثة محاولة انتحار لتلميذة متفوقة، لازالت طريحة الفراش بعد أن رمت بنفسها من الطابق الثاني للمؤسسة التعليمية، حين قالت إن عددا كبيرا من التلاميذ الذين لا يتجاوزون 17 سنة يعانون في صمت.

ولفتت أيت الخطاب عبر تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أهمية تواصل الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية مع التلاميذ ومساعدتهم على حل مشاكلهم والاستماع لهم ولآرائهم، لا أن يتم الحكم على بعضهم بالأخلاق الفاسدة وأنهم لا يصلحون لشيء.

" لازلت أذكر أن تلميذا سألني سؤالا لم أجد له جوابا حين قال: كيف لتلميذ لا ينام إلا عند الثالثة فجرا أن يستيقظ للدراسة في الثامنة صباحا؟ لأعلم أنه يشتغل ليلا ليعول أسرته" تقول الأستاذة.

وطالبت المتحدثة وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة بتخصيص مساعدين اجتماعيين وأطباء نفسيين داخل المؤسسات التعليمية، لمتابعة التلاميذ ومساعدتهم. مُستغربة من رأي بعض الأساتذة الذين يرفضون تقديم يد المساعدة لمثل هؤلاء التلاميذ المراهقين بدعوى أنهم " خالفوا شرع الله" بعد محاولة انتحارهم.

إسلام الرحمة

من جهتها، تعتبر الدكتورة نعيمة بنيعيش أن الإسلام دين رحمة قبل كونه دين تشريعات وعقوبات، موضحة أن هؤلاء التلاميذ والمراهقين فقدوا الإحساس بالرحمة داخل مجتمعاتهم، مفكرين في وضع حد لحياتهم بطريقة مأساوية.

رئيسة معهد عائشة أم المؤمنين للتكوين الشرعي، أوضحت في تصريح لهسبريس أن عددا كبيرا من التلاميذ يعانون الاكتئاب وأمراض نفسية أخرى، داعية الأساتذة وجميع أفراد المجتمع إلى الأخذ بأيدي هؤلاء والبحث لهم عن مبررات وتقبل جميع أعذارهم مهما حدث، ومساعدتهم على حب الحياة من جديد.

وترى المتحدثة، أن التلاميذ في هذه السن الحرجة لا يحتاجون داخل مؤسساتهم التعليمية إلى أساتذة وإداريين فقط، بل كذلك إلى مشرفين وموجهين نفسيين واجتماعيين، في ظل معاناة الأساتذة من الاكتظاظ وإنهاء المقرر الدراسي وعدم قدرتهم على الاستماع لتلامذتهم ومساعدتهم على حل لمشاكلهم، مُطالبة وزارة التربية الوطنية بمراجعة المناهج التعليمية في ظل مجتمع قلقٍ وتخصيص مساعدين اجتماعيين ونفسانيين داخل المؤسسات التعليمية.

ثقافة الحوار

ورُجوعا للخبير التربوي رشيد الجرموني، الذي يرى أن حالات الانتحار التي بات يُقدِم عليها التلاميذ ليست حالات انفرادية، وفق عدد من التقارير والدراسات التي تؤكد أن المُراهقين واليافعين على الخصوص يعيشون تحولات قيمية داخل المجتمع إلى جانب مطالب ورغبات تدخل في إطار المعقول واللامعقول، موضحا أن حياة المراهقين واليافعين التي تَعتمد على توجُّهات جديدة وعلى نمط حياة مُغاير ولباس معين، مع مشاعر وعلاقات وطريقة عيش خاصة تصطدم بمشاكل معيشية وقيمية للأسر.

وأفاد الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، في إطار تصريح لجريدة هسبريس، أن ماسَبقَ ذكره إلى جانب قنوات فضائية تؤثر في أحلام هؤلاء الشباب، تجعلهم يعيشون حالة من التوتر الحقيقي لهذه الفئة التي لا تجد لها طريقا واضحا للتعبير عن ذاتها، وتبحث لها عن حلول من خلال تعاطي المخدرات أو امتهان الدعارة أو ممارسة العنف تُجاه الذات أو الآخر أو التفكير في الانتحار.

وأضح المتحدث، أن دراسات تؤكد ارتفاع حالات انتحار هذه الفئة العمرية، مسجلا أن المغرب لم يكن يعرف أرقاما كبيرة في انتحار المراهقين، موصيا الآباء والمُربِّين إلى جانب الإعلام بتثمين وإبراز ما يقوم به المراهقون والشباب من مُبادرات، مؤكدا على أهمية ترسيخ ثقافة الحوار وفهم هذه الفئة وسماع أفكارهم وآرائهم وتقبلها.






source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1AIDSKk
انتحار تلاميذ مغاربة .. فواجعُ أمام غياب توجيه نفسي واجتماعي 4.5 5 Unknown الخميس، 19 مارس 2015 انتحار تلاميذ مغاربة .. فواجعُ أمام غياب توجيه نفسي واجتماعي هسبريس - ماجدة أيت لكتاوي الأربعاء 18 مارس 2015 - 12:00 تزايدت حدّ...


On : الخميس، 19 مارس 2015,

If you enjoyed this article, sign up for free updates.

author picture

About Author

I'am Unknown, a part-time blogger and template designer from Indonesia who is the founder And Author of تحميل جميع البرامج. I love create Blogger Themes, write about blog design, And Blogspot tweaks. You can subscribe me on G+ @ Unknown .

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق