مدخل الذكاءات المتعددة وتنمية مهارات الاستماع والتحدث لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية :
الدكتور / وجيه المرسي
يبرزالاهتمام الكبير بالعقل البشري وإمكاناته وأساليب نموّه وتطويره ملامح المنظومة التربوية المميزة لمستهل الألفية الثالثة ؛ تلك المنظومة التى تراهن على تفتيح عقول المتعلمين ورعايتها ؛ لتكون في مستوى تطلعات مجتمعاتها ، وتلعب دوراً فعّالاً في مجتمع ما بعد الصناعة ، وذلك يتطلّب من الفرد أسلوباً عالياً من التكيّف المعرفي .
وقد أحدثت نظرية الذكاءات المتعددة منذ ظهورها ثورةً في مجال الممارسة التربوية والتعليمية، فقد غيّرت نظرة المدرسين عن طلابهم، وأضحت الأساليب الملائمة للتعامل معهم وفق قدراتهم الذهنية، كما شكّلت هذه النظرية تحدياً مكشوفاً للمفهوم التقليدي للذكاء، ذلك المفهوم الذي لم يكن يعترف سوى بشكل واحد من أشكال الذكاء الذي يظل ثابتاً لدى الفرد في مختلف مراحل حياته. فلقد رحبت نظرية الذكاءات بالاختلاف بين الناس في أنواع الذكاءات التي لديهم وفي أسلوب استخدامها، ما من شأنه إغناء المجتمع وتنويع ثقافته وحضارته عن طريق إفساح المجال لكل صنف منها. Checkley Kathy 1966))
لقد كانت الممارسة التربوية والتعليمية قبل ظهور هذه النظرية تستخدم أسلوباً واحداً في التعليم، لاعتقادها بوجود صنف واحد من الذكاء لدى كل المتعلمين، الشيء الذي يفوت على أغلبهم فرص التعلم الفعّال، وفق طريقتهم وأسلوبهم الخاص في التعلم. إن تعدد الذكاءات واختلافها لدى المتعلمين يقتضي إتباع مداخل تعليمية ـ تعلمية متنوعة، لتحقيق التواصل مع كل المتعلمين المتواجدين في الفصل الدراسى ، كما أن النظام التربوي والتعليمي إلى وقت قريب كان يهمل العديد من القدرات والإمكانات للمتعلمين.
إن مقياس المعامل العقلي لا يأخذ بعين الاعتبار سوى بعض قدرات المتعلم، كالقدرة اللغوية والمنطقية والرياضية، في حين يهمل قدرات أخرى عديدة، على الرغم من قيمتها في المجتمع. إن النظام التربوي سيحقق الكثير لو اهتم بالقدرات الذهنية التي لا تأخذها مقاييس المعامل العقلي في الاعتبار، وهذا ما اهتمت به نظرية الذكاءات المتعددة التي نحاول من خلال هذا العرض التطرق لأهم جوانبها، مركّزين بوجه خاص على عوامل الجدة والأصالة في تعاملها مع المتعلمين، وفهم أساليب تعلمهم المختلفة،وكذلك دورها في تحسين العائد التعليمى.
نظرية الذكاءات المتعددة والممارسة الفعالة:
إن المشكلة التي يعاني منها التعلم المدرسي، في الجانب المتعلق بالتدريس وأساليبه، هو ما يلاحظ عليه من الابتعاد عن عالم المتعلمين؛ فالمواد التعليمية تقدم في أغلب الأحيان بطرق جافة ومملة، دون مراعاة بيئة المتعلمين وحاجاتهم، فضلاً عن أنها لا تعير اهتماماً لمداركهم وقدراتهم العقلية المختلفة، وما تقتضيه من تنوّع أساليب التدريس لمخاطبة كل فئة بما يناسب طريقتها في التعلم، الشيء الذي جعل أغلب المتعلمين يتعاملون مع المواد الدراسية دون تأثر أو انفعال وجداني،مما ولّد لدى بعضهم النفور والملل، وجعلهم يكوِّنون اتجاهات سلبية نحو المدرّسين والمدرسة بشكل عام، خاصة في وقت يتاح لهم فيه التعامل مع العديد من الوسائل التعليمية الحديثة والمتطورة، التي أنتجتها التكنولوجيا المعاصرة، كبرمجيات الحاسوب والإنترنت والتعليم المبرمج وغيرها، والتي تعمل على إشباع حاجاتهم المعرفية بطرق حية ومشوقة.
إن نظرية الذكاءات المتعددة تقدم فضاءً جديداً وحيّاً لعملية التعليم والتعلّم، فهي فضاء تتمحور فيه العملية التعليمية ـ التعلمية على المتعلم ذاته، بحيث يعمل وينتج ويتواصل بشكل يحقق فيه ذاته ويشبع رغباته. ومن ثم كان لها صدى كبير في الأوساط التربوية والتعليمية، لما حققته من تفعيل العملية التعليمية ، ووضعها في مسارها الصحيح. ونعرض فيما يلي لأهمّ الجوانب التطويرية لهذه النظرية في مجال الممارسة التعليمية ـ التعلمية:
<!--[if !supportLists]-->· تساعد على رفع مستوى أداء المدرسين.
<!--[if !supportLists]-->· تراعي طبيعة كل المتعلمين في الفصل الدراسي.
<!--[if !supportLists]-->· تنطلق من اهتمامات المتعلمين وتراعي ميولهم وقدراتهم.
<!--[if !supportLists]-->· تساعد على تنمية قدرات المتعلمين وتطويرها.
<!--[if !supportLists]-->· تنصف كل المتعلمين وتعتبر أن لكل واحد منهم قدرات معينة.
<!--[if !supportLists]-->· أحدثت ثورة في مجال الممارسة التربوية والتعليمية بما أحدثته من تجديد وتغيير، ساعد على استثمار إمكانات المتعلمين وتنميتها وتفعيل العمل التربوي وجعله يواكب التطور العلمي الذي حققته السيكولوجيا المعرفية التي تتحرك هذه النظرية في إطارها العلمي. ( أحمد أوزى 2003)
مفهوم نظرية الذكاءات المتعددة والأسس العلمية لها :
يستند نموذج (جاردنرGardener, H,1983 )الجديد للذكاء على الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال علوم الذهن وعلم الأعصاب التي لم يعرفها عصر (بينه Binet) وقد أطلقت على هذه النظرية اسم "نظرية الذكاءات المتعددة" Intelligence multiples.حيث يقول : إن الوقت قد حان للتخلص من المفهوم الكلي للذكاء، ذلك المفهوم الذي يقيسه المعامل العقلي، والتفرغ للاهتمام بشكل طبيعي للكيفية التي تنمي بها الشعوب الكفاءات الضرورية لنمط عيشها، ولنأخذ على سبيل المثال أساليب عمل البحارة في وسط البحار، إنهم يهتدون إلي طريقهم من بين عدد كبير من الطرق، وذلك بفضل النجوم وبفضل حركات مراكبهم على الماء وبفضل بعض العلامات المشتتة. إن كلمة ذكاء بالنسبة إليهم تعني بدون شك براعة في الملاحة .(أحمد أوزي،2003)
وتعد نظرية الذكاءات المتعددة نتاج دراسات وأبحاث استغرقت حوالي ربع قرن من الزمن، تم خلالها تضافر جهود العديد من الباحثين ذوي اختصاصات متنوعة، كما أشرنا إلى ذلك من قبل، ولقد تمّ خلال تلك المدة مساءلة عدة ميادين بحثية لم يتم التفكير فيها من قبل، ولقد تمخّضت تلك الدراسات عن نظرية الذكاءات المتعددة، تلك النظرية التي ساندتها أيضاً النتائج العلمية في علم الأعصاب وعلم المعرفة (الأبستمولوجيا) وأمدتها بسند يذهب إلى القول بتعدد الوظائف الذهنية وتنظيم الفكر بحسب وظائفه المختلفة.
وفيما يلى أهم الأسس النظريةوالعملية لنظرية الذكاءات المتعددة :
<!--[if !supportLists]-->· الاستقلال الموضعيفي حالة التلف الدماغي: بمعنى أن أي ذكاء من الذكاءات المختلفةلدى الفرد إذا تعرض لتلف مخي فمن المحتمل أن يحافظ على استقلالهالنسبي عن الذكاءات الأخرى
<!--[if !supportLists]-->· أن أى ذكاء من الذكاءاتالمختلفة لن يكون مقبولا وله مصداقية إلا حينما يكون له تاريخنمائي ومسار تطوري مثل الذكاء اللغوي الذي ينمو ويتطور لدى الفردمع مراحل نموه المختلفة .
<!--[if !supportLists]-->· أن الكفاءات المختلفة للأفرادالموهوبين والمتخلفين عقليا تؤكد إمكانية ملاحظة الذكاءالإنساني في أشكاله المنعزلة والمستقلة ، وأنها رغم ارتباطهابعوامل وراثية أو بمناطق عصبية معينة في الدماغ إلا أنها تؤكدعلى وجود ذكاء محدد ، ولذلك نجد أن بعض الأفراد لديهم نوع معينمن الذكاء مرتفعبينما تكون بعض أو كل ذكاءاتهم الأخرى فيمستوى متدني ، وفضلا عما سبق فإن غياب قدرة عقلية معينة لدىالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة يؤكد على ضعف نوع معين من الذكاءبينما قد تكون لديه ذكاءات أخرى مرتفعة.
<!--[if !supportLists]-->· أن أي ذكاء يجب أنيكون له تاريخ نمائي قابل للتحديد ويخضع له الأفراد العاديونوغير العاديين مما يستوجب مراعاة الوظائف التي يشغل فيها الذكاءمكانة مركزية لأن الذكاءات المتعددة لا يتم تحفيزها وإثارتها إلامن خلال المشاركة في الأنشطة ذات القيمة الثقافية ، بالإضافة إلىأن هذه الذكاءات يمكن تحديد مستويات نموه .
<!--[if !supportLists]-->· أكدت نتائجالدراسات التجريبية على وجود استعدادات وقدرات خاصة لكل نوع منالذكاءات المتعددة وأن هذه الذكاءات مستقلة فى استعداداتهاوقدراتها عن القدرات والاستعدادات التى ترتبط بنوع آخر من الذكاء، ولذلك فإن كل ذكاء يعمل بشكل مستقل عن الذكاءات الأخرى
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء الإنساني يعد بمثابة منظومة حاسوبية يجب أن تكون مبرمجة وراثياً لكى تعمل بواسطة أنماط محددةمن المعلومات المعروضة داخليا أو خارجياً ، وكما أن أى برنامجمعلوماتي يتطلب مجموعة عمليات لكي يعمل ،فإن كل ذكاء يتطلب مجموعة من العمليات الأساسية التى تمكنه من إنجاز أنشطته.
<!--[if !supportLists]-->· معظم أشكال التواصل المعرفيللإنسان تمر من خلال أنظمة رمزية.(Deing, 2004: 18)
وقد قاد الأمر جاردنر عام (1983)إلى القول بوجود ذكاءات متميزة، وذلك في كتابه: أطر الذهن: "Framesof mind"، وفيه يبين أنه ما من فرد إلا ولديه سبع ذكاءات، وأن كل شكل من أشكال هذه الذكاءات يشغل حيزاً معيناً في دماغه. وقد سبق العالم الفرنسي "بروكا" Pierre - Paul Broce عام 1861 إلى تأكيد وجود علاقة بين وقوع خلل أو تلف في منطقة معينة من الدماغ وفساد وظيفة ذهنية محددة، فالتلف الذي يصيب الجزء العلوي من اليسار للقشرة الدماغية يؤدي إلى فقدان القدرة اللغوية. والمرضى الذين يصابون في النصف الأيسر من الدماغ قد يفقدون القدرة على الكلام، ولكنهم يظلون مع ذلك قادرين على غناء الأناشيد والأغاني، لأن نصف الدماغ الأيمن يظل سليماً لديهم، والمرضى المصابين في النصف الأيمن من الدماغ قد يستطيعون القراءة بطلاقة، ولكنهم يعجزون عن تفسير ما يقرأون.
هناك براهين مقنعة تثبت أن لدى الإنسان عدة كفاءات ذهنية مستقلة نسبياً يسميها بكيفية مختصرة: "الذكاءات الإنسانية". أما الطبيعة الدقيقة لكل كفاءة ذهنية منها وحجمها فليس بعد أمراً محدداً بدقة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بعدد الذكاءات الموجودة بالضبط، كما يرى أنه من الصعب أن نتجاهل وجود عدة ذكاءات مستقلة عن بعضها البعض نسبياً، وأن بوسع الفرد وكذا محيطه الثقافي أن يقوم بتشكيلها أو تكييفها جميعاً بطرق متعددة (Gardner 1997) على أن مفهوم الذكاء لديه يختلف عن المفهوم التقليدي، فهو يعطيه معنى عاماً، إن الذكاء لديه هو القدرة على إيجاد إنتاج لائق أو مفيد ، إنه عبارة عن توفير خدمة قيّمة للثقافة التي يعيش فيها الفرد، كما يعتبر الذكاء مجموعة من المهارات التي تمكن الفرد من حلّ المشكلات التي تصادفه في الحياة، وبهذا التعريف نجد جاردنر يبعد الذكاء عن المجال التجريدي والمفاهيمي ليجعله طريقة فنية في العمل والسلوك اليومي، وهو بذلك يعطيه تعريفاً إجرائياً يجعل المربين أكثر تبصرة بأهدافهم وعملهم.( أحمد أوزى 2003)
وفى ضوء ما سبق يعد الذكاء وفق نظرية جاردنر إمكانية بيولوجية يجد له تعبيره فيما بعد كنتاج للتفاعل بين العوامل التكوينية والعوامل البيئية، ويختلف الناس في مقدار الذكاء الذي يولدون به، كما يختلفون في طبيعته، كما يختلفون في الكيفية التي ينمّون بها ذكاءهم. ذلك أن معظم الناس يسلكون وفق المزج بين أصناف الذكاء، لحل مختلف المشكلات التي تعترضهم في الحياة.يظهر الذكاء بشكل عام لدى معظم الناس، بكيفية تشترك فيها كل الذكاءات الأخرى، وبعد الطفولة المبكرة لا يظهر الذكاء في شكله الخالص. ومعظم الأدوار التي ننجزها في ثقافتنا هي نتاج مزيج من الذكاءات في معظم الأحيان، فلكي تكون عازفاً موسيقياً بارعاً على الكمان، لا يكفي أن يكون لديك ذكاء موسيقى، وإنما تكون لديك لياقة بدنية أيضاً، والمهندس ينبغي أن يكون لديه بدرجات متفاوتة، كفاءات ذهنية؛ ذات طابع فضائي ورياضي ومنطقي وجسمي وعلائقي.
ولتمييز الذكاء عن القدرات العقلية الأخرى، فإن جاردنر يقدم لنا مجموعة من العلامات، أهمها:
أ ـ استقلال منطقة الذكاء في حالة وقوع تلف عصبي.
ب ـ وجود موهوبين وضعاف العقول وغيرهم من الأشخاص، ما يساعد على دراسة الذكاء بشكل منعزل.
ج ـ وجود مجموعة من العمليات أو الآليات الأساسية لعلاج المعلومات التي تسمح بتحليل ومناقشة مختلف أنواع المعطيات النوعية، وهذه الآليات العصبية هي ما نسميه ذكاءً، وهي مبرمجة فينا وتعمل بمجرد استثارتها بكيفية معينة (أصوات، حركات... الخ).
د ـ وجود تاريخ نمائي لدى الفرد لهذه القدرة الذهنية.
هـ ـ وجود تطور تاريخي قديم لهذه القدرة العقلية.
و ـ ما يقدمه علم النفس التجريبـي ، حيث أمكن إجراء دراسات حول الاستقلال النسبي للذكاء والذاكرة.
ولم يكتف جاردنر بتقديم علامات لتحديد الذكاء، وإنما يقوم كذلك بوضع بعض المعايير التي تميزه عن غيره، فالذكاء ليس مرادفاً للجهاز الحسي، كما أنه ليس من الضروري أن يعتمد بشكل مطلق عليه، كما أنه لا يمكن رفع الجهاز الحسي إلى مستوى الذكاء، ويمكن أن يعبر عن الذكاء بأكثر من جهاز حسي.
مؤشرات اكتشاف الذكاءات المتعدّدة لدى المتعلمين:
إن الممارسة التربوية والتعليمية، والاحتكاك اليومي للمدرسين بطلابهم، في مختلف المستويات التعليمية، يساعدهم على التعرف على أنواع الذكاءات التي لديهم، هذا فضلاً عما تقدمه مختلف أنواع القياس وجميع المعطيات المختلفة عنهم، من مصادر مختلفة، وبخاصة لدى أفراد الأسرة على توضيح ميولهم واهتماماتهم، وفيما يلي نعرض لبعض المؤشرات السلوكية المساعدة على التعرف على أنواع الذكاءات لدى المتعلمين، بقصد مساعدتهم على التعلم المثمر والفعّال ، وهى على النحو التالى :
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء اللغوي: من الممكن التعرف على الذكاء اللغوي لدى تلميذ ما من خلال العديد من المؤشرات منها:القدرة على الحفظ بسرعة، وحب التحدث،والرغبة في سماع الأسطوانات،والألعاب اللغوية، وإظهار رصيد لغوي متنام.
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء المنطقي (الرياضي):ويمكن التعرف على هذا الذكاء لدى المتعلمين من خلال العديد من المؤشرات منها:إبداء الرغبة في معرفة العلاقات بين الأسباب والمسببات، والقيام بتصنيف مختلف الأشياء ووضعها في فئات، والقيام بالاستدلال والتجريب ، الرغبة في اكتشاف الأخطاء فيما يحيط بهم من أشياء، وتتميز مطالعتهم بالإقبال على كتب العلوم، أكثر من غيرها.
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء التفاعلي :و يمكن التعرف على هذا الذكاء لدى التلميذ من خلال العديد من المؤشرات منها:إنه حساس لمشاعر الغير، ويكوِّن أصدقاءه بسرعة، ويسرع إلى التدخل كلما شعر بوجود مواقف صراع أو سوء تفاهم، كما يميل إلى إنجاز الأنشطة في جماعة، فهو يستوعب بشكل أفضل إذا ذاكر دروسه مع زملائه، وهو يطلب مساعدة الغير، عوض أن يحل مشاكله بمفرده، كما يختار الألعاب التي يشارك فيها الغير. وهو غير ضنين على غيره، بما يعرفه أو يتعلمه، وهو يحس بالاطمئنان داخل جماعته، كما قد يظهر سلوكه صفات الزعيم.
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء الذاتي:ومن مؤشرات التعرف على هذا الذكاء لدى المتعلمين ما يلى،إنهم كثيراً ما يستغرقون في التأمل، ولديهم آراء محددة، تختلف في معظم الأحيان عن آراء الغير، ويبدون متأكدين مما يريدون من الحياة، ويعرفون نقاط القوة والضعف في شخصيتهم، ويفضلون الأنشطة الفردية، ولهم إرادة صلبة، ويحبون الاستقلال، ولهم مشاريع يسعون إلى تحقيقها.
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء الحركي: من مؤشرات التعرف على الذكاء الجسمي الحركي:إن أصحابه قد مشوا في صغرهم مبكراً، فهم لم يحبوا طويلاً، إنهم ينجذبون نحو الرياضة والأنشطة الجسمية، إنهم لا يجلسون وقتاً طويلاً، فهم في نشاط مستمر، وهم يحبون الرقص والحركة الإبداعية، كما أنهم يحبون العمل باستخدام أيديهم في أنشطة مشخصة كالعجين والصباغة.. إلخ، ويحبون التواجد في الفضاء، ويحتاجون إلى الحركة حتى يفكروا، وكثيراً ما يستخدمون أيديهم وأرجلهم عندما يفكرون، كما يحتاجون إلى لمس الأشياء حتى يتعلموا، كما يفضلون خوض المغامرات الجسمية كتسلق الجبال والأشجار، ولديهم تآزر حركي جيد، ويصيبون الهدف في العديد من أفعالهم وحركاتهم، ويفضلون اختبار الأشياء وتجريبها عوض السماع عنها أو رؤيتها .
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء الموسيقي: يمكن التعرف على الذكاء الموسيقي لدى المتعلمين من خلال العديد من المؤشرات منها: إنهم يغنون بشكل جيد، ويحفظون الأغاني بسرعة، ويحبون سماع الموسيقى والعزف على آلاتها، ولهم القدرة على تقليد أصوات الحيوانات أو غيرها .
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء البصري الفضائي: يمكن التعرف على هذا الصنف من الذكاء لدى المتعلمين من خلال العديد من المؤشرات منها: إنهم يستجيبون بسرعة للألوان، وكثيراً ما يندهشون للأشياء التي تثيرهم، وقد يصفون الأشياء بطرق تنم عن خيال، ويتميزون بأحلام حية، والقدرة على تصور للأشياء والتأليف بينها وإنشاء بنيات. وقد يقال إنهم "يبنون قصوراً من الرمال"، وهم من صنف المتعلمين الذين يحبون الرسم والصباغة، ولهم حس فائق في إدراك الجهات، ويجدون أنفسهم بسرعة في بيئتهم، ويدركون الأشكال بدقة، ويحبون الكتب التي تحتوى على الصور.
<!--[if !supportLists]-->· الذكاء الطبيعي: يمكن التعرف على مؤشرات هذا الصنف من الذكاء لدى المتعلمين من خلال العديد من المظاهر منها :إنهم يهتمون بالنباتات والحيوانات، ويقومون برعايتها، كما يظهرون شغفاً بتتبع الحيوانات وتربيتها وتصنيفها في فئات، وهم يحبون التواجد باستمرار في الطبيعة، ويقارنون بين حياة مختلف الكائنات الحية، كما تستهويهم المطالعة في كتب الطبيعة.( أحمد أوزى 2003)
تنمية مهارات الاستماع لدى تلاميذ الصف الثانى الابتدائى :
إن تدريب التلميذ على الاستماع الجيد يتجلى فيما تحدثه هذه العملية من نتائج على المستقبل (المتعلم) للرسالة ، وكيفية توصيلها كما استمع إليها ، وكما فهمها ، وكذلك فى العمليات العقلية التى تمت بداخل المخ حتى ترجمت هذه الرسالة المستقبلة إلى حروف ، وكلمات وجمل ، وتعبيرات لغوية لا دلالة ، ولها معنى متفق مع مضمون الرسالة المستقبلة . وقد أشارت بعض الدراسات التربوية ، وآراء بعض التربويين المهتمين بمجال تربية الطفل إلى أهمية تعليم الطفل الاستماع الجيد فى مرحلة رياض الأطفال ؛ لما له من أثر فى تعليم الطفل الفنون اللغوية الأخرى مثل (القراءة والكتابة والتحدث) .
ومن هذه الآراء والدراسات ما أشار إليه(جرين 1973Green) إلى أن تعليم الطفل القراءة ينبع طبيعياً من المنهج المتكامل ، ومن خلال أنشطة الغناء والقصص ، والاستماع لمقطوعات أدبية ، أو أنشطة التمييز السمعى ومثل هذه الأنشطة تثرى اللغة والفكر ، وتقوى القدرات السمعية ، كما أنها تنمى التفكير الناقد والابتكارى لديهم . كما أن الاستماع إلى القصص يجعل الأطفال يتميزون بقدرات خاصة عن غيرهم من الأطفال ؛ حيث إن هذه القصص تتيح لهم الفرصة التعبير أو التخيل والتحليل والمناقشة وحرية التعبير ، وتكشف عن شخصية الأطفال وانفعالاتهم.(1973Green)
وما أشار إليه (محمد رفقى 1987) من ضرورة تضمين برامج تنمية اللغة مهارات الاستماع ،والتى صنفها فى ثلاثة جوانب هى :
<!--[if !supportLists]-->1- جانب حسى حركى : وهو ما يتعلق بطريقة الجلوس ، وتركيز الانتباه واتخاذ الأوضاع المناسبة للإنصات الجيد ، واحتدام الصمت الواجب ، وعدم مقاطعة المحدث أو الانشغال عنه .
<!--[if !supportLists]-->2- بعض التقنيات لتنمية مهارات الاستماع : من خلال شرائط الكاسيت والتسجيل والألعاب الصوتية.
<!--[if !supportLists]-->3- جانب معرفى : ويتضمن الإدراك السمعى ؛ وذلك من خلال تعزيز مهارات الذاكرة السمعية – التمييز السمعى – التخليل السمعى .(محمد رفقى 1987: 120 - 123)
وتبرز أهمية تعليم الاستماع من خلال إتاحة الفرصة للأطفال للتخيل ، والتفكير بصورة حرة دون التقيد بالرسوم أو الصور التى تحملها الصحافة أو التلفاز؛ التى قد تشكل عائقاً على انطلاقه ذهن الطفل ، فصياغة الأفكار من خلال الأصوات تتيح للطفل أن يرسم بعقله الصور اعتماداً على المضمون المسموع.(هادى نعمان 1988: 130)
ويستطيع الطفل أن يستخلص قاعدة لغوية معينة من النماذج التى يسمعها ، ثم يطبق هذه القاعدة ، وبعد ذلك يعدلها إلى أن تطابق القاعدة التى يستعملها الكبار.(عماد الدين إسماعيل1986 :237 - 238)
كما أوضح (كيرك وكالفانت 1988) أثر الاستماع فى تعليم الطفل مخارج الحروف طبقاً لقواعدها الصوتية عند نمو اللغة لديه . (كيرك وكالفانت 1988: 25)
ومن خلال ما سبق يتضح أن الاستماع الجيد أساس التعليم الجيد ، ويمكن أن يتم ذلك فى مرحلة الطفولة المبكرة ، من خلال عدد من الأنشطة الموجهة التى تقدم للطفل فى هذه المرحلة ، والتى تكون ملائمة لمراحل نموه العقلى والمعرفى ، وتتمثل هذه الأنشطة فى القصص – والأناشيد – والموضوعات الشيقة لطفل هذه المرحلة – الألعاب اللغوية والأنشطة السمعية واللغوية التى تكشف عن قدرات الطفل.
ويمكن تلخيص أهمية الاستماع لتلميذ المرحلة الابتدائية فى النقاط الآتية :
<!--[if !supportLists]-->· تنمية اللغة الشفوية والمهارات المتعلقة بها من قدرة على التعبير ، وصياغة الجمل الصحيحة – والنطق الصحيح – ترتيب الأفكار وتنظيمها .
<!--[if !supportLists]-->· تنمية قدرة الطفل على تمييز الأصوات ، والحروف ، والكلمات تمييزاً صحيحاً .
<!--[if !supportLists]-->· إثراء حصيلة الطفل اللغوية بالعديد من الألفاظ ، والأساليب ، والعبارات الجديدة .
<!--[if !supportLists]-->· مساعدة الطفل على تنظيم أفكاره بصورة مرتبة ومتسلسلة .
<!--[if !supportLists]-->· مساعدة الطفل على التخيل .
<!--[if !supportLists]-->· تنمية التفكير الناقد لدى التلميذ من خلال ما يسمعه من آراء ، وأفكار متفقة ، أو مختلفة حول موضوع معين .
<!--[if !supportLists]-->· تنمية الذاكرة السمعية لدى التلميذ ، وتدريبه على الاحتفاظ بالمعلومات لمدة أطول .
<!--[if !supportLists]-->· زيادة مدة الانتباه لدى التلميذ من خلال التدرج فى استماعه للموضوعات ، أو الأناشيد ، أو القصص .
وهذا يعنى أن تعلم الاستماع لتلميذ هذه المرحلة يحتاج إلى وقت وجهد ؛ حتى يتدرب على كيفية الاستماع الجيد ، وكيفية صياغة الأفكار ، وإدراك المقصد منها ، ثم التعبير عنها حتى يصبح متحدثاً جيداً فعالاً ، وهذا الأمر يحتاج من المهتمين بمجال تربية الطفل الاهتمام بتربية هذه العادة لديه منذ طفولته.
كيفية تدريب تلميذ المدرسة الابتدائية على الاستماع الجيد من خلال تعدد ذكاءاتهم :
يمكن أن يمر تدريس الاستماع بثلاث مراحل هى :
المرحلة الأولى : مرحلة الإعداد وفيها يتم إعداد مادة الاستماع مسبقاً ، ويتم اختيارها بما يتناسب مع قدرات التلميذ وذكاءاته ، وتتفق مع حاجاتهم واهتماماتهم ، كما يتم فيها إعداد الأدوات والوسائل التى تساعد على الاستماع الجيد ، وكذلك أيضاً تحديد الهدف من الاستماع .
المرحلة الثانية : مرحلة التنفيذ وهذه المرحلة تتم أثناء الاستماع نفسه حيث يوجه المدرس نظر تلاميذه إلى النقاط البارزة فى الموضوع ، ويوضح لهم ما قد ينسونه من أسماء وأرقام ، وقد يقوم بتسجيلها ، ويسمح لهم بالمناقشة ، وإلقاء التساؤلات ، وقد يعطى المدرس تلاميذه بعض التوجيهات التى يستعينون بها فى تجويد عملية استماعهم كما يرشدهم إلى ممارسة الأنشطة التى تناسب ذكائهم .
المرحلة الثالثة : مرحلة المتابعة ، ويتم فيها مناقشة المدرس التلاميذ الراغبين فى المناقشة،أو يسألهم فيما استمعوا إليه لمعرفة مدى ما تحقق من أهداف، وتقويم الموقف كله لتفادى الأخطاء التى حدثت فى موقف لاحق.
source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1ONYHh5
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق