خبير مغربيّ يُحذّرُ من "ميني تسونامي" بعد كسوف الشمس
هسبريس - محمد الراجي
الجمعة 20 مارس 2015 - 15:00
على غيْر العادة، انخفضَ مُستوى المياه بنهر "أبو رقراق" الذي يفْصلُ بيْن الرباط وسلا، إلى أدْنى مستوياته صباح اليوم الجمعة، بسبب الكسوف الجزئي للشمس، وبدَا سطْحُ الوادي جليّاَ في عدد من الأماكن، وقدّر أحدُ البحّارة مستوى نزول الماء بـ3 أمتار، فيمَا بَدَأ الشاطئ هادئا وفسيحا بسبب "الجزْر الكبير".
غيْر أنّ هُدوء مياه البحر صباحا، بسبب الكسوف الجزئيّ للشمس، الذي بَلغ نسبة 54 في المائة في العاصمة الرباط، قد يكون بمثابة "الهدوء الذي يسبقُ العاصفة"، ويتحوَّلُ عند مغيبِ الشمس وخلال الليل إلى هيَجانٍ كبير، وهو ما قدْ يشكّل خطراً كبيرا على بحّارة الصيد الساحلي، وعلى مُرتادي الشواطئ وسُكّان السواحل.
وَعلى الرّغم من أنَّ كُسوف الشمس يشكّل خطرا كبيرا على حياة البحّارة، بحسب ما أفادَ به خبير في التاريخ العسكري المغربي هسبريس، فإنّ البحّارة الذين يُزاولون عمَلهم على ضفّتيْ نهر أبي رقراق، سواء العاملين في مجال الصيْد الساحلي، أو أصحابِ قوارب نقْل المواطنين العابرين بيْن الضفتْين يزاولون عملهم بشكل عادي.
وسألتْ هسبريس عددا من أصحاب القوارب الصغيرة عمّا إنْ كانوا يعلمون أنّ كسوف الشمس قدْ يشكّل خطرا على حياتهم، وأجابوا جميعا ألّا عِلْم لهم بذلك، "أنا على علم بالكسوف، عَلمْتُ بذلك من خلال نشرة الأخبار مساء أمس على شاشة التلفزيون، لكنّي لا أعرف شيئا عمّا إنْ كانتْ هناك مخاطرُ تُهدّدنا"، يقول أحد البحارة.
وجواباً على سؤالٍ حوْل ما إنْ كانَ البحّارة قدْ تلقّوا تحذيرا من الجهاتِ الوصيّة، قالَ البحّار في حديث لهسبريس "لم نتوصّل بأي تحذير، لا من طرف وزارة الصيد البحري ولا من طرف أيّ جهة أخرى، كلّ ما علمناه من خلال نشرة الأخبار على التلفزيون مساء أمس، أنّ الإنسان عليْه أن يتفادَى النظر إلى الشمس مباشرة".
غيْرَ بعيد، يوجدُ بحّارٌ آخر، مستلقيا على كُرسيّ وسطَ قارَبه الصغير، اقْتربنا منْه وسألناه، ولم يُقدّم جوابا مختلفا، "أعرفُ أنّ الكسوف سيحدث صباح اليوم، لكنْ لا أعتقدُ أنّ ذلك يشكّل خطرا على سلامتنا"، يقول البحّارُ وهو ينفث دخان سيجارة، ويُضيف بلهجة المُطمئنّ "حتّى لوْ هاجَ البحرُ بعد غروب الشمس فلنْ يتحاوزَ مستوى الماء حدّه الطبيعي".
غيْرَ أنّ هذا الاطمئنان يقْلبه محمد زين العابدين الحسيني، وهو أستاذ التاريخ العسكري المغربي، في الأكاديميات العسكريّة بالمغرب، ومُحاضر زائر في عدد من الجامعات المغربية، (يقْلبُه) إلى تحذير قويّ، بقوْله إنّ بحّارة الصيّد البحري التقليدي عليهم ألّا ينزلوا إلى البحر مطلقا، طيلة اليوم والليل، مشيرا إلى أنّ كسوف الشمس الذي حصل صباح اليوم سيتْبعُه "مَدّ كبير".
وأضاف المتحدّث أنّ على المواطنين أن يحتاطوا كثيرا، وأنْ يتفادوا الاقتراب من الشواطئ، خلال اليوم والليل، لأنّ الأمواج العالية الناجمة عن "المدّ الكبير" قدْ تكون مُحمّلة بالحجارة والضخور، على غرارِ ما وقع قبْل أشهرٍ إبّان ما عُرف بـ"ميني تسوماني" الذي اجتاحَ عددا من السواحل المغربية، وخلّف خسائر مادّية كثيرة في عدد من المُدن الساحليّة.
وأوْضَح الخبير في التاريخ العسكري المغربي في حديث لهسبريس، أنّ "المدَّ البحريّ الكبير" الذي يعقُب كسوف الشمس لا يرْقى إلى مُستوى قوّة "التسونامي"، الذي يحدث نتيجة رَجّة أرضية كبيرة في عمق مياه البحر، فتؤدّي إلى تدفّق المياه على السواحل بـ800 كيلومتر في الساعة، ويرتفعُ عُلوّ الأمواج إلى 120 مترا.
غيْرَ أنّ محمد زين العابدين الحسيْني حذّر من خطورة "المدّ الكبير"، مشدّداً على أنْ يتحلّى المواطنون بأقصى درجات الحيطة والحذر، الخاصّة القاطنين جوار السواحل، مُشيرا إلى أنّ تكرارَ "ميني تسونامي" الذي حدثَ قبْل شهور "أمرٌ محتمل، مع مغيب شمس اليوم أو الليل، لكوْن كسوف الشمس يجعل قوّة الجاذبيّة مُضاعفة.
source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1HcuuG4
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق