"أم ياسين" .. مغربية تُكافح لإدماج الأطفال المعاقين ذهنيا

حسن هرماس*

الأحد 08 مارس 2015 - ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

هي الفاعلة الجمعوية التي آلت على نفسها أن تتسلح بالصبر، وأن تطرق كل الأبواب التي من شأنها أن تفضي إلى أن ينعم الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية في ورزازات بدفء الاندماج الأسري، وأن يحظوا بحقهم في العطف والرعاية وسط محيطهم الاجتماعي.



إنها فاطمة الزهراء باريكي، التي أجج في دواخلها ابنها ياسين فيضا من عطف الأمومة جعلها تفكر في اقتسامه مع باقي أطفال ورزازات من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما منهم الذين ينحدرون من أسر تعاني من ضيق ذات اليد، أو الذين حكمت الظروف على أولياء أمورهم بأن يقبعوا في مستنقع الأمية واللامبالاة تجاه مصير أبنائهم المعاقين.



الإصرار على التحدي شكل منذ البداية شعارا لفاطمة بعدما تعرض ابنها مرات متتالية لأصناف مختلفة من الغبن بفعل إعاقته الذهنية التي مست طفولته داخل مؤسسات تربوية كان يفترض في القائمين عليها احترام براءة الطفل المعاق ذهنيا، وتجنب أسباب تعريضه للإقصاء والتهميش بين باقي الأطفال.



الخطوات الأولى في رحلة الألف ميل بدأتها باريكي بربط الاتصال مع الجمعيات الفاعلة في حقل العناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة في الحقل التضامني، وهي الفكرة التي لقيت بخصوصها دعما منقطع النظير، سواء من طرف القائمين على تدبير الجمعيات التي تعنى بالإعاقة الذهنية، أو من طرف عدد من أفراد أسرتها.



لا زالت "أم ياسين" تتذكر باعتزاز كبير التشجيع الذي لقيته بهذا الخصوص من طرف زوجها ووالديها، إلى جانب القائمين على "جمعية المسار" التي اتصلت بها في مدينة الرباط ، فضلا عن الدعم والمواكبة الكبيرة التي أسداها إليها الناشط الجمعوي المعروف على صعيد مدينة ورزازات الحاج الإدريسي، وهذا ما أفضى إلى ميلاد "جمعية الابتسامة للأطفال الصبغيين والذهنيين" في أكتوبر 2011.



شكلت هذه الجمعية، وهي أول منظمة مدنية محلية تعنى بالإعاقة الذهنية ترى النور على صعيد إقليم ورزازات، ملاذا لعشرة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تطوعت 8 نساء من الأمهات ومن أقارب وجيران الأطفال المعاقين للعمل إلى جانب باريكي التي لا زالت تحمل على كاهلها مهام تدبير الجمعية والبحث عن موارد مالية كافية لتغطية تكاليف أنشطتها.



لا تخفي "أم ياسين" الصعوبات التي تلاقيها في جمع الموارد المالية اللازمة لتمويل أنشطة الجمعية التي قالت بأنها تحظى بدعم مادي من طرف المجلس البلدي والمجلس الإقليمي لورزازات. غير أن هذه الموارد محدودة وليس بمقدورها تغطية تكاليف الأنشطة التي توافق طموحات الجمعية على امتداد فصول السنة.



غير أن ذوي النيات الحسنة من المواطنين المغاربة والأجانب، تضيف باريكي، يعوضون جانبا من العجز في تمويل أنشطة "جمعية الابتسامة"، أو أنهم يبادرون أنفسهم بتنظيم أنشطة لفائدة الأطفال المعاقين ذهنيا وذويهم ،حيث تشد السيدة باركي بحرارة في هذا السياق على يد كل من الفاعل الجمعوي محمد عندام، والطبيبة الأخصائية الهولندية الدكتورة ماريتا دو جون، والمربية فتيحة زيطون المتخصصة في مجال "تحرير الكلام عبر تحرير الجسد"، والفاعل الجمعوي في مجال الطفولة في وضعية إعاقة الاستاذ علي أيت عبو.



إلى جانب هؤلاء، الذين تصفهم رئيسة جمعية الابتسامة للأطفال الصبغيين والذهنيين بورزازات بـ"ملائكة الرحمة"، فإنها تشد بحرارة ايضا على أيدي المربيات اللواتي يعتكفن طيلة ساعات اليوم بمقر الجمعية من أجل إسعاد الأطفال المعاقين ذهنيا، دون أن تنسى التنويه بالخدمة الكبيرة التي يقدمها لهؤلاء الأطفال كل من أستاذ التربية البدنية فريد مبروكي، والمؤطرة مريم الضرعي اللذين يرجع إليهما الفضل في تأطير أطفال الجمعية وتدريبهم من أجل المشاركة في الدورة 8 للأولمبياد الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي أول مشاركة للجمعية في هذه المنافسة الرياضية الوطنية، والتي حاز خلالها أطفال جمعية الابتسامة على ميداليتين نحاسيتين وميدالية برونزية، وشارة.



لا زالت "جمعية الابتسامة" في ورزازات تتخذ منذ تأسيسها من الطابق الأرضي للسكن العائلي لـ"أم ياسين" كمقر لها في انتظار بناء المقر الرسمي للجمعية الذي حظي ملفه بقبول من طرف اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و تم وضع حجر الأساس الخاص ببناء مقر الجمعية من طرف عامل إقليم ورزازات بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء للسنة الماضية.



تكاد باريكي لا تصدق أن "جمعية الابتسامة للأطفال الصبغيين والذهنيين" سيصبح لها مقر في مستوى ما كانت تتطلع إليه إلى جانب باقي أمهات الأطفال المعاقين ذهنيا في ورزازات، وهي تعرب في نفس الوقت عن عميق امتنانها للتجاوب الكبير الذي لقيه هذا المشروع من طرف عامل إقليم ورزازات ومساعديه، إلى جانب الهيئات المنتخبة خاصة منها المجلس البلدي والمجلس الإقليمي لورزازات اللذين يخصصان دعما ماليا للجمعية.



الطموح الذي أصبح يراود فاطمة الزهراء باريكي في الوقت الراهن بعد انطلاقة أشغال بناء المقر الرسمي لجمعية الابتسامة هو حلول اليوم الذي سيدشن فيه هذا المقر، واتساعه لإيواء 160 من الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين حاليا لدى الجمعية.



الطموح الذي تتطلع إليه "أم ياسين" أيضا هو أن يتوفر للجمعية مستقبلا ما يكفي من المؤطرين المتخصصين في شؤون الإعاقة الذهنية، والأطر المؤهلة في مجال التدبير الاحترافي لمثل هذه المؤسسات الاجتماعية، وذلك حتى يتسنى إدماج الطفل الذي يعاني من الإعاقة الذهنية في محيطه، وأن تصبح الإعاقة الذهنية بالتالي شيئا مألوفا وعاديا سواء في الوسط العائلي، أوفي المحيط الاجتماعي.



* و.م.ع





source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1x745AO
"أم ياسين" .. مغربية تُكافح لإدماج الأطفال المعاقين ذهنيا 4.5 5 Unknown الأحد، 8 مارس 2015 حسن هرماس* الأحد 08 مارس 2015 - هي الفاعلة الجمعوية التي آلت على نفسها أن تتسلح بالصبر، وأن تطرق كل الأبواب التي من شأنها أن تفضي إلى أن ينع...


On : الأحد، 8 مارس 2015,

If you enjoyed this article, sign up for free updates.

author picture

About Author

I'am Unknown, a part-time blogger and template designer from Indonesia who is the founder And Author of تحميل جميع البرامج. I love create Blogger Themes, write about blog design, And Blogspot tweaks. You can subscribe me on G+ @ Unknown .

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق