البلوغ وعلاماته
تعريف البلوغ لغة : الوصول، يُقال بلغ الشيء يبلغ بلوغا وبلاغا وصل وانتهى، وهو الادراك والنضج
تعريف البلوغ اصطلاحا:
هو إنتهاء مرحلة الصغر والدخول في مرحلة التكليف، ويكون ذلك بظهور مجموعة من التغيرات الجنسية والخُلقية والنفسيّة والعاملة الناشئة عن إفرازات خاصة في البدن.
و قيل: البلوغ عبارة عن قوة تحدث في الشخص يخرج بها من حال الطفولية إلى غيرها
وفي تعريف مختصر : هو انتهاء حد الصغر
وعلامات البلوغ منها ما هو مشترك بين الذكر والأنثى ومنها ما هو خاص بالأنثى.
وقد ذكر أهل العلم خمسة علامات للبلوغ، بعضها مشتركة بين الذكور والإناث وبعضها خاصة بالإناث، كما أن بعضها متفق عليها بين أهل العلم وبعضها مختلف فيها.
فأما علامات البلوغ المشتركة بين الذكور و الإناث فهي:
العلامة الأولى: الاحتلام
تعريف الاحتلام لغة: قال ابن فارس: "الحاء واللام والميم، أصول ثلاثة: الأول ترك العجلة، والثاني تثقب الشيء، والثالث رؤية الشيء في المنام. وهي متباينة جداً، تدل على أن بعض اللغة ليس قياساً، وإن كان أكثره منقاساً.
وقد وردت كلمة الحلم في السنة بمعنى العقل و ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلنى منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم »
أي ذووا الألباب والعقول واحدها حلم بالكسر وكأنه من الحلم: الأناة والتثبت في الأمور وذلك من شعار العقلاء
تعريف الاحتلام اصطلاحاً : لأهل العلم اتجاهان في تعريف الاحتلام:
الاتجاه الأول : حصر احتلام على معناه اللغوي و هو ما يراه الإنسان في منامه من جماع أو مقدماته و يؤدي إلى الإنزال. و أصحاب هذا الاتجاه يفرقون بين نزول المني بالاحتلام ونزوله بغير الاحتلام، فلا يدخلون نزوله بغير الاحتلام في تعريفه، و إن كانوا يعتبرون نزول المني بغير الاحتلام من علامات البلوغ. وإلى هذا الاتجاه ذهب علماء الحنفية، والحنابلة
والاتجاه الثاني: إدخال الإنزال في تعريف الاحتلام، وهو مذهب جمهور العلماء.
قال الآبي الأزهري: "البلوغ يكون بالاحتلام، أي الإنزال أو السن.
و قال الماوردي: "والاحتلام، فأما الاحتلام فهو الإنزال"
وقال البغوي في تعريف الاحتلام: "وأما الاحتلام فنعني به نزول المني سواء كان بالاحتلام أو بالجماع، أو غيرهما"
العلامة الثانية: الإنزال
قال ابن قدامة: "البلوغ: ويحصل في حق الغلام والجارية بأحد ثلاثة أشياء وفي حق الجارية بشيئين يختصان بها، أما الثلاثة المشتركة بين الذكر والأنثى فأولها خروج المني من قبله وهو الماء الدافق الذي يخلق منه الولد فكيفما خرج من يقظة أو منام بجماع أو احتلام أو غير ذلك حصل به البلوغ لا نعلم في ذلك اختلافا"
واستدلوا على اعتبار الإنزال علامة من علامات البلوغ بما سبق ذكره من النصوص الدالة على اعتبار الاحتلام من علاماته، و لهم اتجاهان في الاستدلال بها:
الأول: إدخال الإنزال في تعريف الاحتلام، واعتبارهما كلمتين مترادفتين، و هذا مذهب المالكية والشافعية، كما سبق بيانه. و هذا غير متوافق مع الوضع اللغوي لكلمة الاحتلام.
الثاني: اعتبار الإنزال علامة البلوغ الأصلي، والاحتلام دليلا على البلوغ وعلامة له، وهذا مذهب الحنفيةوالحنابلة ومن وافقهم.
و بالإضافة إلى هذه النصوص يمكن أن يستدل على اعتبار الإنزال علامة للبلوغ باتفاق أهل العلم على ذلك؛ حيث نقل ذلك عدد من أهل العلم و منهم ابن قدامة وابن حزم -رحمهما لله تعالى-.
العلامة الثالثة : الإنبات
المراد بالإنبات في اصطلاح الفقهاء هو: الظهور الطبيعي للشعر الخشن حول العانة، بحيث يحتاج في إزالته إلى نحو حلق، ولا عبرة بالزغب الضعيف الذي ينبت للصغير، و كذلك لا عبرة بالإنبات إذا أحدث باستعمال الوسائل الصناعية من الأدوية ونحوها فإنه لا يكون علامة للبلوغ؛ لأنه قد يستعجل الإنبات بالدواء ونحوه لتحصيل الولايات والحقوق التي للبالغين
علامات البلوغ الخاصة بالإناث:
العلامة الأولى: الحيض
و هذه العلامة مجمع عليها بين أهل العلم
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وقد أجمع العلماء على أن الحيض بلوغ في حق النساء" .
و استدلوا على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والمعقول:
1- قوله سبحانه وتعالى:{واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } [الطلاق:4].
2- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار"
3- ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى الوجه والكف
4- الإجماع: وقد نقل الإجماع على اعتبار الحيض علامة من علامات البلوغ عدد من العلماء ومنهم ابن قدامة و ابن حجر -رحمهما الله تعالى- كما سبق ذكره.
العلامة الثانية: الحمل
الحمل من علامات البلوغ المتفق عليها بين أهل العلم
و اعتبر أهل العلم الحمل من علامات البلوغ باعتباره دليلاً على نزول المني، قال العلامة ابن العثيمين –رحمه الله تعالى– "قال العلماء: يحكم ببلوغها بالحمل عن طريق اللزوم؛ لأنه لا حمل بلا إنزال، وإذا أنزلت بلغت بإنزالها، ولهذا قال المؤلف: «وإن حملت حكم ببلوغها» ولم يقل: وإن حملت بلغت، والحكم بالبلوغ هل هو بالحمل، أو بالإنزال السابق له؟ الجواب: الثاني، بالإنزال السابق له"
وقالوا أن الله تعالى أجرى العادة أن الولد يخلق من ماء الرجال وماء المرأة لقوله تعالى: {فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب}
منقول
source منتديات الثانوية الإعدادية علال بن عبد الله - تاوريرت http://ift.tt/1Jlj5FS
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق