الشرعية في الميدان...الفدرالية في الواقع وليس وهم المخلوع وبنكيران وجوقة المتآمرين في يوم الغضب الفيدرالي






منذ بضعة أشهر خلت ونحن نسمع عن مفهوم "الشرعية" وعن حكاية تيارين يتجاذبان الشرعية داخل مركزية الفدرالية الديموقراطية للشغل. ويعد رئيس الحكومة إلى جانب "الزعيم الخالد" لبعض المركزيات النقابية الراعية للفساد والريع واللاديموقراطية من أكبر محبي هذه الرواية وداعميها.والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن بنكيران أحس بأن الشارع المغربي وعموم الموظفين والمأجورين

لم يعودوا بتلك الوداعة التي تخيلها قبل 23 شتنبر. منذ هذا التاريخ الذي استطاعت فيه الفدرالية الديموقراطية للشغل إنجاح محطة الإضراب الذي كان حاسما في وقت كانت تعتزم فيه الحكومة تمرير "إصلاحها" اللاشعبي في ملف التقاعد. كان الإضراب حاسما لسببين :

أولا لأنه جعل الحكومة تتراجع خطوات إلى الوراء وتعيد مراجعة حساباتها فيما خص مشروع "الإصلاح" أمام الانخراط الغير مسبوق للموظفين وعموم المأجورين في الإضراب.

وثانيا لأنه أحرج المركزيات النقابية الأخرى أمام قواعدها وأمام الرأي العام. مما جعلها تستفيق من سباتها الطويل وتعلن عن الانخراط في خطوات احتجاجية خشية فقدان ما تبقى من ماء الوجه الذي جعلته سياسات بنكيران اللاشعبية ينزل مدرارا منذ سنوات.

غير أن نجاح إضراب 23 شتنبر 2014 ما كان ليمر دون ثمن وتبعات من طرف بنكيران وحكومته. طالما أنها النقابة الوحيدة التي خرقت جدار الصمت وأنهت ما يسمى ب"السلم الاجتماعي" الذي تنازلت بموجبه قيادات كل النقابات في البلد عن حقها في الاحتجاج والممانعة والرفض والدفاع عن مصالح الموظفين والمأجورين مقابل استمرارها في الزعامة واستفادتها من كل أشكال الريع والامتيازات.

مثلت الفدرالية إذن ذلك الوليد الذي رفض وصاية الحكومة و"طعم" وفتات الباطرونا. مما جر عليها غضب الجميع. غضب تحالفت والتقت فيه مصالح الحكومة والباطرونا ورعاة الريع والفساد النقابي، وهو التحالف الذي لم يجد من وسيلة للنيل من الفدرالية وقيمتها وسمعتها إلا من خلال خلق مشكل داخلي تنظيمي استغلوا فيه بضعة بيادق لفظتهم قواعد الفدرالية من خلال أجهزتها وهياكلها التقريرية العليا (المؤتمر الوطني الفدرالي الرابع) بعدما ثبتت مسؤوليتهم في الكثير من الاختلالات والفساد الذي ظهرت ملامحه في الفدرالية. وعلى رأسهم الكاتب العام الذي تم خلعه وإبعاده عن التنظيم.

ولإقناع الرأي العام الوطني بهذا الوهم لم يأل هذا التحالف جهدا ولا وسيلة لرعاية المخلوع وبطانته. ف"الزعيم الخالد" يوفر مقرات نقابته للمخلوع وجماعته لعقد اجتماعاتهم الوهمية. وبنكيران يسخر كل تلاوين أجهزة الأمن بما في ذلك الكلاب المدربة لحماية هذه الاجتماعات. ويغطيها الإعلام الموالي له تحت توصيف "الفدرالية".

كل هذه المؤامرات واجهها الفدراليون الحقيقيون بصمود ومقاومة دفاعا عن منظمتهم الممانعة من جهة. ورفضا للتدخلات الخارجية وحماية لاستقلالية قرارهم من جهة ثانية. لقد ظن التحالف المتآمر أنه بهذه المؤامرات سيضعف تركيز الفدراليين ويشتت تركيزهم ويشغلهم عن خوض المعارك والدفاع عن حقوق ومصالح الشغيلة. لكن الفدراليين أبانوا عن حس عال بالمسؤولية وتحملوا أعباء ومشاق السفر والتنقل لحضور المعارك والاحتجاجات الوطنية وفي الوقت نفسه خوض المعارك الجهوية والإقليمية والمحلية وفاء بالتزاماتهم النقابية والأخلاقية مع الموظفين.

وأمام إصرار بنكيران وتحالفه على تزكية التيار الوهمي وحمايته ورعايته ودعوته لحضور اللقاءات الرسمية باسم الفدرالية (رغم تسلم المكتب الوطني المنتخب في المؤتمر الرابع بقيادة عبد الحميد فاتيحي لوصل الإيداع القانوني) لإثبات وجود تيارين متناحرين -لا يوجد أحدهما إلا في ذهن بنكيران- ارتأى المكتب المركزي أن يجسد وقفات احتجاجية لمسؤوليه النقابيين أمام كل ولايات التراب الوطني ليتأكد بنكيران وتحالفه المتآمر على الفدراليين أنه يحمي "تنظيما وهميا" أوهن من بيت العنكبوت. لا يتبعه إلا زمرة من المسترزقين اللاهثين وراء الفتات ممن اعتادوا العيش في الريع الذي كان يوفره لهم "زعيمهم المخلوع".

وهي الوقفات التي جسدها مناضلوا الفدرالية في مجموع التراب الوطني وسط تعتيم إعلامي بات معهودا ومتوقعا من طرفهم، في الوقت الذي تحظى به الاجتماعات الوهمية "للمخلوع وأتباعه" بتغطية إعلامية من طرف الإعلام الرسمي المرئي والإعلام الموالي للحزب الحاكم ومواقعه الإلكترونية وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

اليوم أكد الفدراليون في كل أرجاء ومناطق البلد بوسائلهم وإمكاناتهم البسيطة، لكل من لا زال لديه غموض ولبس، أين توجد الفدرالية الحقيقية، وأين يوجد الوهم وتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام. قاوموا الثلج وانقطاع الطرقات وقساوة المناخ بمعظم جهات الشمال وحضروا وجسدوا الوقفات. ولعلمهم المسبق بالتعتيم الإعلامي استطاعوا تبليغ رسالتهم بإعلامهم البديل (مواقع التواصل الاجتماعي).

كان حريا ببنكيران أن يتوقف عن الاستمرار في مهزلة خلق الازدواجية داخل جسم الفدرالية احتراما للقرارات التي أصدرتها المحاكم التي يرأسها وزيره في العدل. والتي أصدرت إحداها حكما بشرعية مكتب فاتيحي المنبثق عن المؤتمر الوطني الفدرالي الرابع. بينما امتنعت الثانية عن القبول بملف الطعن الذي تقدم به "المخلوع وبطانته". ومعروفة حكاية الملفات التي لا يتم القبول بالبت فيها. وبما أنه لم يستوعب بعد مبادئ الديموقراطية واستقلال القضاء فقد لجأ الفدراليون إلى معيار أخر لإقناع بنكيران بعدم التدخل في القرار الفدرالي. وهو معيار العلم.

إن كان بنكيران يقتنع بمناهج التفكير العلمي/العقلاني فالواقع محك لاختبار صدق وصواب الأفكار. وهو الفيصل لحسم الخلافات، وهو الواقع الذي احتكم إليه الفدراليون اليوم لرفع وتحطيم المبررات الواهية التي يسوق لها بنكيران وهو يتحدث عن تيارين فدراليين.

وقناعة منا كفدراليين بأن استهداف النقابة بهدف زعزعة استقرارها قرار مقصود، ولن يتوقف، فإننا نعلن لكل المتآمرين أن عزيمتنا قوية. وأننا سنظل لمؤامراتهم بالمرصاد، وعلى أتم الاستعداد لمواجهة كل التحديات. وعندما اتخذنا هذا القرار هيأنا أنفسنا لتلقي كل الضربات الممكنة بما فيها الاقتطاعات والاستفسارات والمضايقات. وهو ما عبرنا عنه ونحن نصرخ في وقفاتنا،

اقتطاعات استفزازات....تؤجج النضالات

عاصم منادي إدريسي







source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1D8fDWF
الشرعية في الميدان...الفدرالية في الواقع وليس وهم المخلوع وبنكيران وجوقة المتآمرين في يوم الغضب الفيدرالي 4.5 5 Unknown الثلاثاء، 24 فبراير 2015 الشرعية في الميدان...الفدرالية في الواقع وليس وهم المخلوع وبنكيران وجوقة المتآمرين في يوم الغضب الفيدرالي منذ بضعة أشهر خلت ونحن نسمع عن...


On : الثلاثاء، 24 فبراير 2015,

If you enjoyed this article, sign up for free updates.

author picture

About Author

I'am Unknown, a part-time blogger and template designer from Indonesia who is the founder And Author of تحميل جميع البرامج. I love create Blogger Themes, write about blog design, And Blogspot tweaks. You can subscribe me on G+ @ Unknown .

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق