واقع المدرسة المغربية بين الأمس و اليوم:
21:17
لعل المتأمل في حال المدرسة المغربية اليوم يشده الحنين لما كانت عليه قديما، فلأخيرة كانت مرتعا للعلم والتكوين فرغم البيداغوجيات التعليمية المعتمدة و قلة الوسائل التعليمية وتقليديتها أنداك استطاعت أن تكون وتخرج نخبا في مختلف الشعب العلمية والتقنية والأدبية على حد سواء، كما أن مكانتها الاعتبارية داخل المجتمع كانت بارزة في مختلف تجلياتها سواء من ناحية احترام الفضاء عن طريق فرض الاحترام التام للقانون الداخلي للمؤسسة على المتعلمين كالتقيد بالهندام الملائم و المظهر اللائق داخل فضاء المؤسسة، والضرب بأيدي من حديد على كل المخالفين عن طريق تفعيل العقوبات الزجرية، ناهيك عن توبيخ المتأخرين والحاصلين على معدلات متدنية وبالمقابل تتويج المتفوقين وحثهم وتحفيزهم على البدل والعطاء، وأما المدرسين فكانت لهم الحظوة داخل المجتمع لدورهم الريادي في نقل المعرفة وصقل ملكات المتعلمين، كما أن طابع التقدير والاحترام كانا دائما ملتصقين بشخصية المربي التي كانت تتميز بالوقار والرفعة وحسن الخلق( فلم يكن المعلم لا سكير ولا لعان ولا لاعب قمار ولا سمسار...ولا ممارس لأي مهنة تخدش بسمعته)، فإضافة لمهنة التدريس كان المدرس يلعب دور الحكم والقاضي بين الناس، وكان يلعب دور الموجه والقائد للوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، وبذلك كان مركز احترام المجتمع برمته.
وأما اليوم ، فرغم تبني آخر صيحات الموضة البيداغوجية و توفير الوسائل التعليمية المتطورة من قبيل ادخال تكنولوجيا الإعلام والتواصل، فواقع حال مآل المدرسة المغربية لا يبشر بخير، اذ لازالت الأخيرة عاجزة عن تخريج النخب مثل ما فعلت في الأمس القريب، بل أصبحت مرتعا للصراع بين مختلف مكوناتها وعلى رأسها المتعلمين الذين أصبح شغلهم الشاغل حب التمظهر باللجوء لمتخلف السلوكيات حتى ولو كانت متنافية مع قيمهم وهوياتهم، كما أن فضاء المدرسة أصبح حقلا لتفريخ الجهل والتفسخ الأخلاقي في مختلف تجلياته نتيجة كثرة المذكرات التي أعطت للمتعلم كثرة الحقوق وأنسته الواجبات، أما المدرس اليوم فحاله ومكانته حذث ولا حرج، فأصبح شغل المجتمع الشاغل هو تشويه سمعته بكل طريقة ممكنة ناهيك عن النسيان والتهميش اللذان يعاني منهما في مجتمع أصبح لا يقدر من كان بلأمس القريب ولازال حتى اليوم منارة يهتدى بنور علمها.
ذ. الوردي عبداللطيف
21:17
لعل المتأمل في حال المدرسة المغربية اليوم يشده الحنين لما كانت عليه قديما، فلأخيرة كانت مرتعا للعلم والتكوين فرغم البيداغوجيات التعليمية المعتمدة و قلة الوسائل التعليمية وتقليديتها أنداك استطاعت أن تكون وتخرج نخبا في مختلف الشعب العلمية والتقنية والأدبية على حد سواء، كما أن مكانتها الاعتبارية داخل المجتمع كانت بارزة في مختلف تجلياتها سواء من ناحية احترام الفضاء عن طريق فرض الاحترام التام للقانون الداخلي للمؤسسة على المتعلمين كالتقيد بالهندام الملائم و المظهر اللائق داخل فضاء المؤسسة، والضرب بأيدي من حديد على كل المخالفين عن طريق تفعيل العقوبات الزجرية، ناهيك عن توبيخ المتأخرين والحاصلين على معدلات متدنية وبالمقابل تتويج المتفوقين وحثهم وتحفيزهم على البدل والعطاء، وأما المدرسين فكانت لهم الحظوة داخل المجتمع لدورهم الريادي في نقل المعرفة وصقل ملكات المتعلمين، كما أن طابع التقدير والاحترام كانا دائما ملتصقين بشخصية المربي التي كانت تتميز بالوقار والرفعة وحسن الخلق( فلم يكن المعلم لا سكير ولا لعان ولا لاعب قمار ولا سمسار...ولا ممارس لأي مهنة تخدش بسمعته)، فإضافة لمهنة التدريس كان المدرس يلعب دور الحكم والقاضي بين الناس، وكان يلعب دور الموجه والقائد للوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، وبذلك كان مركز احترام المجتمع برمته.
وأما اليوم ، فرغم تبني آخر صيحات الموضة البيداغوجية و توفير الوسائل التعليمية المتطورة من قبيل ادخال تكنولوجيا الإعلام والتواصل، فواقع حال مآل المدرسة المغربية لا يبشر بخير، اذ لازالت الأخيرة عاجزة عن تخريج النخب مثل ما فعلت في الأمس القريب، بل أصبحت مرتعا للصراع بين مختلف مكوناتها وعلى رأسها المتعلمين الذين أصبح شغلهم الشاغل حب التمظهر باللجوء لمتخلف السلوكيات حتى ولو كانت متنافية مع قيمهم وهوياتهم، كما أن فضاء المدرسة أصبح حقلا لتفريخ الجهل والتفسخ الأخلاقي في مختلف تجلياته نتيجة كثرة المذكرات التي أعطت للمتعلم كثرة الحقوق وأنسته الواجبات، أما المدرس اليوم فحاله ومكانته حذث ولا حرج، فأصبح شغل المجتمع الشاغل هو تشويه سمعته بكل طريقة ممكنة ناهيك عن النسيان والتهميش اللذان يعاني منهما في مجتمع أصبح لا يقدر من كان بلأمس القريب ولازال حتى اليوم منارة يهتدى بنور علمها.
ذ. الوردي عبداللطيف
source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1A0uCUU
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق