شعرة معاوية
في المعاملات مع الناس
في العلاقة الزوجية
في إدارتك
في محاباتك لنفسك
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
شعرة معاوية يقال أن أعرابياً سأل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : كيف حكمت الشام أربعين سنة ولم تحدث فتنة والدنيا تغلي ؟ فقال رضي الله عنه : "إن بيني وبين الناس شعرة إذا أرخوا شددت, وإذا شددت أرخوا ". هذه المقولة مع كونها نبراساً في أحكام السياسة فهي تدخل في كل سياسة حتى في سياسة الإنسان مع نفسه, فلو طبق الإنسان هذه القاعدة لصار من أعقل الناس كيف لا وهو يعطي كل شيء حجمه ويتلافى عمَّا لا يستحق النظر،
في الصداقة
عندما يرخي صديقٌ لك حبل صداقتكم فاشددها, وإذا شدَّه فأرخه لئلا ينقطع !! وكما هو معلوم في المثل العامي صحيح المعني" لا تكثر الدوس يا خلي يملونك, لا أنت ولدهم ولا طفل يربونك "
في المعاملات مع الناس
حينما يرفع أحدهم صوته هاتفاً بصوت الشيطان فإنك إن أجبته أجبت نداء الشيطان, وإن أرخيت تلك الشعرة التي شدها أجبت نداء سيد ولد عدنان !!
في العلاقة الزوجية
لو يتعلم الأزواج - الجدد- نظرية " شعرة معاوية " لسلموا -بإذن الله تعالى - من كثير من العقبات التي تمر بهم, كيف ذلك ؟ الحياة الزوجية مبنية أكثر ما تكون على اجتماع شخصين لم يفهموا بعضهم جيداً, فيكون غراس هذه الأسرة في غضون الأيام الأولى من الزواج, فمن أخذ بسياسة معاوية فأرخى وشدَّ سلم من كثير من المشاجرات والمشاكلات, وأضحى بعد مدة فارس الأحلام الذي يحلم به أي زوجٍ, ولك مع هذه تأمُّل ,,
في إدارتك
وهي من أظهر الأوجه التي أرادها معاوية رضي الله عنه, حينما يكون الإنسان مسئولاً عن مجموعة من الناس، فليس من الحكمة أن يترك لهم الحبل على الغارب, وليس من الحكمة أيضاً أن يعاملهم بما في رأسه دون اعتبارٍ بهم, فالوسط الوسط قال تبارك وتعالى ((فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر)) قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره لهذه الآية : " ومنها أن فيها تسميحاً لخواطرهم وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث, فإن من له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل, وشاورهم في حادثة من الحوادث, اطمأنت نفوسهم وأحبوه وعلموا أنه ليس يستبد عليهم, وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع, فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته لعلمهم بسعيه في مصالح العموم, بخلاف من ليس كذلك فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة ولا يطيعونه, وإن أطاعوه فطاعة غير تامة " ا.هـ أردت من هذا بيان أن من استبد بالأمر دون من يلي أمرهم فكأنه شد تلك الشعرة, وبالمقابل فإن أولئك القوم سيردوا عليه بنفس ذلك ونتيجة تلك الشعرة البائسة أن تقطع.
في محاباتك لنفسك
جاء في حديث حسَّنه النووي عن النبي صلى الله عليه وسلم ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)) ويؤيده قوله تعالى ((ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) وقال صلى الله عليه وسلم ((ولكن يا حنظلة ساعة وساعة - ثلاث مرات -)) لتطبيق هذا الحديث الأخير تحتاج لسياسة شعرة معاوية, ففي قصة حنظلة وهي في صحيح مسلم حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : نافق حنظلة, فقال عليه السلام ((وما ذاك)) قال : إذا كنا عندك ذكرتنا بالجنة والنار كأنَّا رأي عين, فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيراً مما ذكرتنا به فقال عليه الصلاة والسلام ((والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون به عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة في طرقكم وفرشكم, ولكن يا حنظلة ساعة وساعة)) قالها ثلاثاً. فالنفس أمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربي, ولو دام الإنسان في طاعة لانقطع عنها, ولربما تركها البتة, ولذلك قال صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أحب الأعمال إلى الله فقال : ((أدومها وإن قلَّ)) رواه البخاري, فمن ساس نفسه بسياسة شعرة معاوية بأن يحابيها إن قصرت عن العبادة بالسلوة, ثم يشدُّ عليها لتكون طائعة لله تعالى لساسها أحسن سياسة وأعظمها.
في الغضب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب, وهو القائل حينما قال له رجل أوصني قال ((لا تغضب)) فأعاداها عليه ثلاثاً وهو يقول ((لا تغضب)) رواه البخاري . كيف يجمع بين هذين الأمرين ؟ يجمع بينهما بأن الغضب أساس كثير من المشاكل فالطلاق والسباب والضرب والقتل والفتك أساسه من غضبة يغضبها المرء, فلو غضب الإنسان على كل شيء لما عاش في هذه الدنيا التي جعلها الله دولةً بين الناس ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)) فالغضب عند الناس يعالج بالغضب وإذ ذاك لانقطعت الشعرة. وحينما يحتِّـمُ موقفٌ الغضب كما غضب النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال الصحابة : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فغضب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً, وكان أبلغ ما يكون في التعليم, أرأيتم لو أن النبي صلى الله عليه وسلم تساهل فيها, لتساهل فيها الصحابة، فتأمَّل.
source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1MizN6S
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق